دارت اشتباكات ضارية بين القوات المسلحة السودانية، وميليشيا الدعم السريع على عدة محاور، وخاصة فى شمال الخرطوم بحرى، إذ استهدف الجيش السودانى، عدة مواقع للدعم السريع فى ضاحية السامراب.
وتمكن الجيش السوداني، من استعادة السيطرة على مناطق حاكمة فى ضاحية السامراب، مثل محطتي"13" و"اللستك"، وهى المناطق التى تضمن إكمال الجيش لسيطرته على ضاحية الدروشاب شمال وجنوب.
ويتمركز الجيش فى ضاحية السامراب المتاخمة للحلفايا من الناحية الشرقية، وهو ما سيؤمن المواقع الأخيرة التى استطاع الجيش السيطرة عليها شمالى الخرطوم بحرى، بعد أن استطاع السيطرة عليها من مقاتلو الدعم السريع، المتمركزين فى منطقة شرق النيل.
وردت قوات الدعم السريع على تحركات الجيش، بهجوم بطائرات مسيرة، إلا أن القوات المسلحة السودانية، استطاعت إلحاق خسائر كبيرة بمقاتلى الجنجويد، والآليات العسكرية، وفقا لصحيفة سودان تربيون.
وفى خضم المعارك العنيفة، قصفت مدفعية الجيش من أم درمان مواقع الدعم السريع فى الخرطوم بحرى، وتم سماع دوى انفجارات ضخمة، على الضفة الشرقية للنيل حيث دارت المعارك.
وكشف مصدر أن المعارك كانت عنيفة للغاية، وتم استخدام مدافع كورنيت، والمدافع الصاروخية والمسيرات، كما دارات اشتباكات كبيرة بالأسلحة الثقيلة، وأشار لوصول قوات مساندة للجيش من منطقة وادى سيدنا العسكرية التابعة للجيش شمالى أم درمان، ومكنت الجيش من المحافظة على مواقعه، إلا أن المعارك توقفت مساء الجمعة، وساد هدوء حذر فى شمال الخرطوم بحرى.
ومن جهته أعلن الجيش السودانى، الجمعة إسقاط 7 مسيرات لقوات الدعم السريع استهدفت تمركزات قواتها والقوات المشتركة بالدفاعات الأمامية بولاية شمال دارفور، يأتى هذا فيما نفذ الطيران الحربى التابع للجيش ضربات جوية لتجمعات الدعم السريع بمدينة الفاشر بولاية شمال دارفور.
وفى استمرار لتدهور الأوضاع فى ولاية الجزيرة، أعلن كيان مدنى، الجمعة، وفاة نحو 40 شخص على الأقل خلال 24 ساعة، بالتسمم فى بلدة الهلالية شرقى ولاية الجزيرة ليرتفع بذلك عدد الضحايا منذ حصار قوات الدعم السريع "الجنجويد" للبلدة إلى 166 شخصا بينهم 15 قتلوا رميا بالرصاص.
وتفرض الدعم السريع، حصارا على مدينة الهلالية، الواقعة على بُعد نحو 70 كيلومترا شمال شرق ود مدنى، عاصمة ولاية الجزيرة، قبل أن تسيطر على البلدة وترتكب انتهاكات واسعة طالت المدنيين، وفقا لسودان تربيون.
وقال مؤتمر الجزيرة، وهو كيان مدنى هدفه رصد الانتهاكات فى الولاية، إنه تم رصد 40 حالة وفاة بالتسمم خلال ال 24 ساعة الماضية، بينهم أسرتين ليصبح جملة من ارتقى حتى الجمعة 166 قتيلا، منهم 15 بالرصاص المباشر من الدعم السريع، و151 ماتوا بالتسمم.
واتهم مؤتمر الجزيرة، الدعم السريع، بتدمير ونهب مركز غسيل الكلى العامل بالمدينة، والذى يغطى حاجة 31 قرية حول الهلالية، علاوة على تدمير ونهب المستشفى الرئيسى، مشيرا إلى أنهم دمروا عشرة آبار للمياه بالمدينة، فضلا عن تدمير ونهب 18 طاحونة غلال و10 صيدليات عاملة بالمدينة، بجانب تدمير ونهب محولات الكهرباء، وقطع الكوابل الناقلة للتيار الكهربائى.
وكشف البيان، أن مقاتلو الدعم السريع يفرضون مبلغ مليون جنيه سودانى، نحو 450 دولار، لإجلاء الفرد الواحد إلى خارج مدينة الهلالية، والتى تضم حتى الآن ما يزيد عن 30 ألف شخص يعانون من انعدام للأمن والغذاء والدواء.
وفى سياق آخر، قال وزير العدل السودانى، معاوية محمد خير، أن السودان سيقاضى الدول التى دعمت الدعم السريع وساعدت فى ارتكاب الجرائم والانتهاكات ضد المواطنين أمام كافة المحاكم الدولية.
وأضاف الوزير، أن فريقًا من وزارة العدل عاد من العاصمة الجامبية، بعد أن قدم شكوى ضد دولة تشاد التى اتهمها بتقديم دعم لميليشيا لدعم السريع، مشيرًا إلى أن السودان سيقدم شكاوى ضد العديد من الدول أمام كافة المحاكم الدولية مدعومة بالوثائق والمستندات والأدلة والاثباتات، وفقا لصحيفة المشهد السودانى.